تشير محاضر الاجتماع الأخير للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، التي صدرت يوم الأربعاء، إلى أن البنك المركزي يشعر بقلق كبير بشأن عدم التقدم في خفض التضخم، وكذلك خطر ارتفاعه أكثر.

بشكل عام، لم تقدم المحاضر أي أخبار جديدة مذهلة. أظهرت تقارير التضخم منذ أواخر العام الماضي أن الظروف الاقتصادية الحالية في الولايات المتحدة لا تدعم خفض التضخم. تظل الأسباب الرئيسية لذلك كما هي: الهيكل الفريد للاقتصاد الأمريكي، الذي يعتمد بشكل كبير على الواردات بسبب عدم كفاية الإنتاج المحلي، إلى جانب قطاع الخدمات المتنامي الذي يخلق المزيد من الوظائف. هذا النمو في الوظائف يزيد الطلب على السلع والخدمات، مما يضع ضغطًا تصاعديًا على التضخم. وأكدت المحاضر على تصريح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول السابق بأن البنك المركزي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة.

بينما يظل الاحتياطي الفيدرالي مركزًا على التضخم، أعلن دونالد ترامب عن خطط لفرض تعريفة جديدة بنسبة 25% على واردات السيارات وأشباه الموصلات والأدوية، والتي ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل. وقد أضاف هذا الإعلان إلى حالة عدم اليقين في التجارة العالمية وكثف الإجراءات الحمائية الحالية التي تهدف إلى دعم المنتجين المحليين.

مع وجود البيانات الاقتصادية في مركز اهتمام السوق، ينتظر المستثمرون الآن صدور تقرير مطالبات البطالة الأسبوعي اليوم ومؤشر فيلادلفيا الفيدرالي للصناعات التحويلية لشهر فبراير للحصول على مزيد من الرؤى حول حالة الاقتصاد الأمريكي.

في الوقت نفسه، يظهر اتجاه مثير للاهتمام في الأسواق. يظل الدولار الأمريكي تحت الضغط على الرغم من الإشارات الواضحة من الاحتياطي الفيدرالي بأن تخفيضات أسعار الفائدة لا ينبغي توقعها حتى الصيف على الأقل. إذا تفاقم التضخم، فقد تستأنف زيادات الأسعار.

إذن لماذا لا يحصل الدولار على الدعم في مثل هذا الوضع الواضح؟

بالنظر إلى أداء الذهب، استأنف سعره الارتفاع بعد تراجع قصير مدفوعًا بآمال حل الأزمة الأوكرانية بين الولايات المتحدة وروسيا. بالنظر إلى هذه الديناميكيات، يجب أن يقوى الدولار، كعملة ملاذ آمن، في سوق الفوركس، لكنه لا يفعل. لماذا؟ مع موقف الاحتياطي الفيدرالي وارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، تشير جميع العلامات إلى الحاجة لشراء الدولار.

في رأيي، تنشأ هذه الحالة بشكل رئيسي من تزايد المخاوف بشأن النظرة غير المؤكدة للاقتصاد الأمريكي في ظل سياسات ترامب الانعزالية المتزايدة. يشعر المستثمرون بالقلق من الغموض المحيط بمستقبل الولايات المتحدة في هذا البيئة، مما يجعل من الصعب تقييم المخاطر المحتملة. كانت آخر مرة كانت فيها السياسات الانعزالية بارزة في أمريكا في الثلاثينيات. لقد مر ما يقرب من قرن منذ ذلك الحين، وبعد عصر طويل من العولمة، لا يزال مسار هذه المرحلة الجديدة من التطور الاقتصادي الأمريكي غير واضح.

ارتفاع اليورو والجنيه الإسترليني والعملات الأخرى في سوق الفوركس ليس بسبب قوتها الذاتية، بل بسبب ضعف الدولار الأمريكي المؤقت. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر هذا الغموض على العملات المشفرة، مما يدفع متداولي العملات المشفرة إلى توخي الحذر حيث زاد خطر انخفاض هذه الأصول بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة.

توقعات السوق

الذهب (XAU/USD)

تجد أسعار الذهب دعماً وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، مدفوعة بالتغيرات السياسية والاقتصادية الكبيرة في الولايات المتحدة. لقد اخترق السعر مستوى المقاومة البالغ 2,946.50 دولار، وإذا استقر فوق هذا المستوى، فمن المحتمل أن يشهد مزيداً من النمو نحو 3,000.00 دولار في المستقبل القريب.

النفط الخام (WTI)

يرتفع النفط الخام WTI وسط موقف نشط من قبل أوبك+ وروسيا بشأن تنظيم الأسعار، على الرغم من أنه لا يزال ضمن نطاق عرضي واسع لمدة عامين. كما تدعم الأسعار الضعف المحلي للدولار الأمريكي. في ظل هذا السياق، يمكن أن يرتفع النفط الخام WTI نحو 73.50 دولار.